809 ـ هاري ترومان، Truman, Harry (1844 ـ 1972م) الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية (1945-1953م).

ولد ترومان سنة 1844م في مدينة لامار في ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية. وأكمل دراسته في كلية إدارة الأعمال في مدينة تكساس في ولاية ميسوريّ، وعمل بعدة وظائف كتابية هناك. وانتقل إلى جراندفيو، بولاية ميسوريّ عام 1906؛ حيث اشتغل مع الوالدة في مزرعة الأسرة.

في عام 1918 ـ أي خلال الحرب العالمية الأولى ـ عمل ترومان ضابطاً في سلاح المدفعية بفرنسا، وفي عام 1919م ـ فور انتهاء الحرب ـ استثمر ترومان مدخراته في مستودع للملابس الرجالية بمدينة كنساس؛ إلا أنه أخفق في العمل التجاري، فعزم على البحث عن مسار في مجال السياسة. وفي العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي فاز في عدة انتخابات لمنصب قاضي البلدية، واكتسب شهرة لما كان يتحلى به من أمانة وفعالية.

في عام 1934 انتخب ترومان عضواً في مجلس نواب الولايات المتحدة. وفي عام 1941 اختير رئيس لجنة في مجلس النواب للتحقيق في نفقات الدفاع، وقد نجحت تلك اللجنة في اكتشاف كثير من التجاوزات المالية، الأمر الذي ساعد الحكومة على توفير 15 بليون دولار أمريكي، مما أدى إلى تقدم الإنتاج الحربي.

في عام 1944 عُين ترومان نائباً للرئيس فرانكلين روزفلت.

مات روزفلت في 12/4/1945 وخلفه ترومان على الرئاسة. وفي تلك الفترة انتصر الحلفاء على ألمانيا وكانوا يستعدون لاجتياح اليابان. وفي 25/4/1945 انعقد أول مؤتمر للأمم المتحدة في سان فرانسسكو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي السابع من مايو استسلمت ألمانيا، فأصدر ترومان قراراً خطيراً يقضي باستعمال القنبلة الذرية ضد اليابان لإنهاء الحرب العالمية الثانية. وأُسقطت القنبلة الأولى على هيروشيما في 16/8/1945، وبعد ثلاثة أيام أُسقطت القنبلة الثانية على نجازاكي واستسلمت اليابان بشكل رسمي في 2/9/1945.

في عام 1947 (بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية) أعلن ترومان عن سياسته التي تتلخص في مقاومة التوسع الشيوعي في بعض دول أوروبا الشرقية، وقدّم المعونات لجميع الدول التي تقاوم الشيوعية.

في عام 1948 أعاد الحزب الديمقراطي ترشيح ترومان ونجح في الفوز بولاية ثانية (1949-1953) فاقترح ترومان برنامجاً واسعاً للإصلاح الداخلي شمل الزراعة والتعليم والإسكان والأمن الاجتماعي وتشريع الحقوق المدنية، أطلق عليه اسم (الصفقة العادلة).

في عام 1949 وقع ترومان عن بلاده مع كندا وفرنسا والمملكة المتحدة وثماني دول أخرى على معاهدة شمال الأطلسي، مشكلة بذلك منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفي عام 1950 وافق الكونجرس على رصد 35 مليون دولار لبرنامج المعونات الخارجية الذي أنشأه ترومان وأطلق عليه اسم (النقطة الرابعة).

في 27/6/1950 أرسل ترومان طائرات وسفناً لمساعدة كوريا الجنوبية بعد أن غزتها قوات شيوعية من كوريا الشمالية. وفي 30/6/1950 أمر ترومان القوات البرية بالتوجه إلى كوريا الجنوبية، واستطاعت قواته أن تدخل كوريا جميعها تحت قيادة الأمم المتحدة.

ترك ترومان الوظيفة في 20 يناير 1953 وتقاعد في منزله بمنطقة اندبنداس في ولاية ميسوري، بالولايات المتحدة الأمريكية. ونشر مجلدين يحويان مذكراته خلال عامي 1955 و1956م. ثم واصل نشاطه السياسي مع الحزب الديمقراطي.

وفي أواخر عام 1972م مرض ترومان ومات في مدينة كنساس بولاية ميسوري في 26/12/1972.